اختارت إدارة مهرجان القدس للسينما العربية في دورتها الأولى أن تحتفي بالفنان المقدسي كامل الباشا، فكانت الطريقة المثلى هي عرض الفيلم المصري للمخرج أمير رمسيس «حظر تجول» في حفل الختام، الذي مثل الباشا فيه إلى جانب الممثلة إلهام شاهين، التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الماضية.
هذا الفيلم الذي تدور أحداثه في الفترة التي تم فيها إسقاط حكم الإخوان عام 2013، وإقرار الحظر العام في مصر، لا يحكي أبداً عن هذا الموضوع، فالمخرج وهو كاتب العمل وجد أن في حضرة الحظر، لا بد من قول الأمور المسكوت عنها، فالقصة مبنية على تحرش جنسي، هذا موضوع شائع لكن الاختلاف فيه هذه المرة عن التحرش الجنسي من قبل أقرب الناس، والتي ينتج عنها حكاية الفيلم، بحيث تنتج عنها جريمة قتل من قبل الزوجة دفاعا عن ابنتها، جريمة تأخذ من عمرها عشرين عاما خلف القضبان، ويكون تحررها في حضرة الحظر.
هذا الحظر يضعها بمواجه مع ابنتها التي لا تعرف الدافع الحقيقي وراء قتل أبيها، ومشاعر الحقد على هذه الأم تظهر من اللحظات الأولى من الفيلم، في لقاء كانت تحلم بأن يكون مليئا بالدفء.
في حضرة الحظر، وهي حالة عمليا عاشها العالم كله في كوفيد، وكان إنتاج العمل قبل هذا الوباء، أصبح أي شخص يدرك معناه، الحظر يعني أن تكون في مكان واحد حظك جيد إذا كان فيه آخرون تتبادل معهم أطراف حديث كي تخفف من عمق الشعور بالقلق والخوف والترقب، لكن الحالة مختلفة مع فاتن الأم وليلى الابنة، فالمشاعر التي تكنها ليلى تجاه والدتها تتلخص بأن هذه الأم حرمتها من والدها، والقصص التي تناثرت بعد جريمة القتل كانت تتهم فاتن بالخيانة، كعادة غالبية هذا النوع من القصص، فكانت الجدران في المنزل تضيق أكثر وأكثر، فالأمكنة في فيلم رمسيس هي البيوت، مع توظيف للإضاءة يراد منه نقل المشاعر، أصبح البيت وكأنه سجنا جديدا تعيش فيه فاتن، لا يهون عليها سوى الحفيدة وزوج ابنتها الذي يعلم القصة، والجار الذي يؤدي دوره الباشا، ويكن لفاتن مشاعر الحب، وهو الشاهد والعالم بحقيقة كل الحكاية. في المقابل ومع كل هذا الضيق، ثمة فسحة على سطح العمارة، لأناس يجتمعون ويغنون، متحدين الحظر بطريقتهم الخاصة.
ومن الممكن أن الفيلم لم يسع إلى حوار عميق ليوضح كل شيء، واكتفى بتعبيرات الممثلين عن مشاعرهم، وفي هذه العلاقة بين الأم وابنتها، ثمة أسئلة لا وقت للإجابة عنها، لذلك تتحمل فاتن برود الابنة، وكأنها تريد لهذا الحاجز أن يزداد سماكة، فذلك أهون من مواجهة تعزز ذكريات طفلة تدعي أنها نسيت فعلة والدها، ورأت أن تصب غضبها على من حرمها هذا الوالد، وكأنها تنتقم منه بانتقام أكبر.. فيلم لونه يقترب إلى الرمادي، وهذا شيء مقصود، إلى وقت يقرر الجميع أن في مثل هذا النوع من الألم لابد أن تكون الحياة واضحة أكثر، ويتجلى ذلك بكلمة ماما التي ستطلقها ليلى في آخر الفيلم.
هذا الفيلم الذي تدور أحداثه في الفترة التي تم فيها إسقاط حكم الإخوان عام 2013، وإقرار الحظر العام في مصر، لا يحكي أبداً عن هذا الموضوع، فالمخرج وهو كاتب العمل وجد أن في حضرة الحظر، لا بد من قول الأمور المسكوت عنها، فالقصة مبنية على تحرش جنسي، هذا موضوع شائع لكن الاختلاف فيه هذه المرة عن التحرش الجنسي من قبل أقرب الناس، والتي ينتج عنها حكاية الفيلم، بحيث تنتج عنها جريمة قتل من قبل الزوجة دفاعا عن ابنتها، جريمة تأخذ من عمرها عشرين عاما خلف القضبان، ويكون تحررها في حضرة الحظر.
هذا الحظر يضعها بمواجه مع ابنتها التي لا تعرف الدافع الحقيقي وراء قتل أبيها، ومشاعر الحقد على هذه الأم تظهر من اللحظات الأولى من الفيلم، في لقاء كانت تحلم بأن يكون مليئا بالدفء.
في حضرة الحظر، وهي حالة عمليا عاشها العالم كله في كوفيد، وكان إنتاج العمل قبل هذا الوباء، أصبح أي شخص يدرك معناه، الحظر يعني أن تكون في مكان واحد حظك جيد إذا كان فيه آخرون تتبادل معهم أطراف حديث كي تخفف من عمق الشعور بالقلق والخوف والترقب، لكن الحالة مختلفة مع فاتن الأم وليلى الابنة، فالمشاعر التي تكنها ليلى تجاه والدتها تتلخص بأن هذه الأم حرمتها من والدها، والقصص التي تناثرت بعد جريمة القتل كانت تتهم فاتن بالخيانة، كعادة غالبية هذا النوع من القصص، فكانت الجدران في المنزل تضيق أكثر وأكثر، فالأمكنة في فيلم رمسيس هي البيوت، مع توظيف للإضاءة يراد منه نقل المشاعر، أصبح البيت وكأنه سجنا جديدا تعيش فيه فاتن، لا يهون عليها سوى الحفيدة وزوج ابنتها الذي يعلم القصة، والجار الذي يؤدي دوره الباشا، ويكن لفاتن مشاعر الحب، وهو الشاهد والعالم بحقيقة كل الحكاية. في المقابل ومع كل هذا الضيق، ثمة فسحة على سطح العمارة، لأناس يجتمعون ويغنون، متحدين الحظر بطريقتهم الخاصة.
ومن الممكن أن الفيلم لم يسع إلى حوار عميق ليوضح كل شيء، واكتفى بتعبيرات الممثلين عن مشاعرهم، وفي هذه العلاقة بين الأم وابنتها، ثمة أسئلة لا وقت للإجابة عنها، لذلك تتحمل فاتن برود الابنة، وكأنها تريد لهذا الحاجز أن يزداد سماكة، فذلك أهون من مواجهة تعزز ذكريات طفلة تدعي أنها نسيت فعلة والدها، ورأت أن تصب غضبها على من حرمها هذا الوالد، وكأنها تنتقم منه بانتقام أكبر.. فيلم لونه يقترب إلى الرمادي، وهذا شيء مقصود، إلى وقت يقرر الجميع أن في مثل هذا النوع من الألم لابد أن تكون الحياة واضحة أكثر، ويتجلى ذلك بكلمة ماما التي ستطلقها ليلى في آخر الفيلم.